موقع رئاسة شؤون الحرمين لتسجيل الاعتكاف تفعيل رابط التسجيل في الاعتكاف بالمسجد الحرام سيكون بمشيئة الله خلال الأيام القليلة المقبلة.
وينبغي للمعتكف أثناء الصلاة التجملُ بما لديه من الملابس غيرِ ملابس النوم، والأفضل أن يتجنب التجمع، ولو كان ذلك في التباحث في مسائل علمية أو فقهية؛ لأن الاعتكاف خلوة، وقد نقل عن الإمام مالك وأحمد أنه لا يستحب للمعتكف إقراء القرآن، ولا تدريس الفقه والحديث؛ حتى لا يؤثر ذلك على المقصود الأعظم من الاعتكاف. اللهم علمنا ما ينفعنا، وزدنا علما وفقهاً وتوفيقاً. الخطبة الثانية: أحمد ربي وأشكره، وأصلي وأسلم على من لا نبيَّ بعده. أما بعد: فيا أيها المسلمون: مما يُحزنُ المسلمَ ما وصلت إليه حال الأمة المسلمة، وما وقع لرمز من رموز الأمن في هذه البلاد في هذا الشهر العظيم إلا صورةٌ من صور المآسي المؤلمة لما يقع في هذه الأمة.. ألا وإن أضرَّ شيءٍ على الإسلام والمسلمين عبر التاريخ تكفيرُ المسلمين بعضهم لبعض، واستباحة بعضهم دماء بعض. ومن قرأ التاريخ جيداً يجد العجب العجاب من الشرور المستطيرة والبلاء العظيم الذي وقع على أمة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- بسبب ذلك وبسبب فتن التفرق والتحزب، وهذا كله قد أفرح ويُفرح أعداءَ الإسلام؛ ففي قصة الأمير مودود -أحد ملوك السلاجقة – وهو من خيار الملوك ديناً وجهاداً ضد الصليبيين، ومع هذا قُتِِل بسبب الفتن، قتل في جامع دمشق على أيدي بعض الفئات من المسلمين، وكان في يوم وهو صائم فكتب أحد ملوك الإفرنج إلى ملك السلاجقة يقول له ناقماً وساخراً: " إن أمة -يريد بها أمة الإسلام – إن أمةً تقتل أحد قادتها في بيت معبودها، في يوم عيدها لحريٌّ أن الله يبيدها ".. نعم إن الأمة لا يضرها إلا التفرق والتشرذم والفتن التي لا يحكمها كتاب الله -جل وعلا- ولا سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
معاشر المسلمين: ومما يسن في هذه العشر الاعتكاف، وهو لزوم المسجد لطاعة الله -جل وعلا- فقد جاء في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف في العشر الأواخر في رمضان، ثم اعتكف أزواجه في حياته ومن بعده ، والاعتكاف مقصوده حبس النفس على العبادة، وقطع العلاقة عن الخلق، والبعد عن شئون الدنيا، وعكوف القلب على طاعة الله -جل وعلا- وإخلاء القلب عن الشواغل عن ذكر الله، مع التحلي بأنواع العبادة وسائر القرب، وأقل مدة الاعتكاف -على الصحيح من أقوال العلماء- يومٌ أو ليلةٌ، ولا يجوز للزوجة الاعتكاف بغير إذن زوجها، ولا يصح الاعتكاف إلا بمسجدٍ تقام به الجماعة، والأفضل في مسجد تقام فيه الجمعة -إذا كان اعتكافه تتخلله الجمعة-. وإن كان ممن لا تلزمه الجماعة كالمرأة، فيصح في كل مسجد سوى مسجد بيتها، وينبغي للمعتكفة أن تكون في أكمل الأحوال من الاحتشام والحياء، ولا يخرج المعتكف من معتَكفه إلا لما لابدَّ له شرعاً؛ كالخروج لصلاة الجمعة أو حساً كقضاء حاجة أو الإتيان بمأكل ونحوه؛ لعدم من يأتيه بهما.. قالت عائشة -رضي الله عنها-: " السنة للمعتكف ألا يخرج إلا لما لا بد له منه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان " متفق عليه، ولا يعود مريضاً ولا يشهد جنازة أو يزور قريباً، إلا إذا اشترطه في اعتكافه؛ أي عند بداية اعتكافه.